تم القبض على حسن البالغ من العمر 23 عاماً. قاد القارب في مرحلةٍ ما من الرحلة. وبسبب هذا، تم اتهامه "بنقل 24 شخصاً إلى الأراضي اليونانية بدون إذنٍ" (التهريب)، مع الظروف المشددة "تعريض حياة 23 شخصاً للخطر" و "التسبب بوفاة واحدٍ – ابن ﻥ. -. يواجه حسن حكماً بالسجن مدى الحياة لإعدام شخصٍ واحدٍ بالإضافة الى 10 سنواتٍ أخرى في السجن لكل شخصٍ تم نقله، تصل الى 230 عاماً بالإضافة إلى السجن مدى الحياة.

في حين أن قصية ﻥ. هي الأولى من نوعها، فإنّ تهم (التهريب) الموجهة إلى حسن ليست حادثةً منفردة ولكنها نموذجيةٌ لسياسة الردع الأوروبية. كما تم توثيقه من قبل الحدود الأوروبية ومراقبة الترحيل في بحر إيجة. تم تنفيذ هذه التهم بشكلٍ منهجيٍّ من قبل الدولة اليونانية لعدة سنواتٍ وذلك لتجريم الهجرة.

أساس هذا هو الفكرة السخيفة القائلة بأن أي شخصٍ يتبين انه قاد سيارةً عبر الحدود اليونانية يحمل أشخاصاً يطلبون الحماية؛ يرتكب جريمةً حتى لو كان الشخص نفسه يسعى للحصول على الحماية أيضاً. في كل قاربٍ، تعتقل الشرطة بشكلٍ روتينيٍّ شخصاً أو شخصين، وترسل مئاتِ المهاجرين مباشرةً من القارب إلى السجن.

في حين أن رجال الإنقاذ البحري الأوروبي والناشطون يتلقون الكثير من الاهتمام عندما يصبحون هدفاً للتجريم، فإن الممارسة اليومية لسجن غير الأوروبيين الذين يواجهون نفس الإتهامات تكاد تكون غير ملحوظة. ومع ذلك، فإنهم يشكلون غالبية الذين تم إلقاء القبض عليهم على أساس "المساعدة في الدخول غير المصرح به"، المعروف أيضاً باسم " التهريب". يتم ارسالهم للسجون فور وصولهم، ومعظمهم لا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الدفاع القانوني المناسب، ناهيك عن الدعم الخارجي. مع معاقبة اليونان على " التهريب" بشكلً اشد من القتل، فان هذا يؤدي الى وضع الأشخاص الذين يأتون بحثاً عن الأمان في أوروبا وراء القضبان لعقود.

تم تقديم التهم على الرغم من حقيقة ان سياسة الاتحاد الأوروبي للحدود المغلقة تجيز الناس على الاعتماد على وسائل غير آمنةٍ لنقل الأشخاص وغيرهم من الأشخاص لمساعدتهم على العبور. مع عدم توفر طرق آمنة وقانونية، فان ما يسمى ب " التهريب" هو في الواقع الطريقة الوحيدة للوصول الى بر الأمان. لكن تجريم اللاجئين هو اعتداءٌ مباشر على حق اللجوء.

Dimitris Choulis المحامي:

" من خلال القيام بذلك، فاننا نجرم طالبي اللجوء الذين ليس لديهم بديل. هناك جزء من الرحلة حيث الشيء الوحيد الذي يستطيعون فعله هو قيادة القارب من اجل انقاذ حياتهم.

حسن: نحن مهاجرون فقط وعندما يريد المهاجرون القدوم لن يأتي المهربون. سوف يجبرون اللاجئين على احضار القارب الى وجهته بأنفسهم، سواءً يعرفون قيادة القارب ام لا.

تم احتجاز حسن على الرغم من ان الركاب بما فيهم ﻥ. قالوا ان حسن تولى القيادة ببساطة لان احدهم اضطر الى ذلك. يتذكر إبراهيم وهو احد الناجين: " حمل حسن امه المشلولة على ظهره عندما 

دخلنا القارب". و يؤكد ﻥ. بانه لا يلوم حسن على وفاة طفله، بل حقيقة انه لم يكن امامهما بديل سوى القيام برحلة خطرة.

ﻥ.: بغض النظر عن عدد المرات التي تكررها، لم يكن ذلك خطأ السائق. انه مجرد مهاجر وعائلته كانت هناك ايضاً. لم يرتكب أي خطأ. ولا يجب القاء اللوم عليه. انا فقط اطلب هذا. اريد ان يطلق سراح هذا الشخص.

بدلاً من ذلك، رفع ﻥ. دعوى قضائية ضد خفر السواحل اليوناني في 23 مارس ( اذار) 2021 لتأخير عملية الإنقاذ والتعثر لتقديم المساعدة، مما أدى الى وفاة نجل ﻥ.. كتب على شاهد قبر ابنه: " لم يكن البحر،لم تكن الريح، انها السياسات والخوف".

حطام القارب في 7 تشرين الثاني و وفاة نجل ﻥ. لم يكن خطأ ﻥ. وحسن,

ولم تكن مأساة مؤسفة فقط. انها النتيحة القذرة لاغلاق الاتحاد الاوروبي المتصاعد للحدود, مما يترك الناس بدون بديل للمخاطرة بحياتهم و حياة اسرهم في رحلات تهدد حياتهم بشكل متزايد. يتم القاء اللوم على ﻥ. وحسن لتحويل الانتباه عن مسؤولية الاتحاد الاوروبي عن الوفيات. والقاء اللوم على أولئك الذين يعانون بالفعل أكثر من غيرهم.

في محاولته لمنع الناس من القدوم الى أوروبا بأية وسيلة ضرورية، يلجأ الاتحاد الأوروبي الى إجراءات اكثر قسوة وعبثية من أي وقت مضى.

حسن: يجب ان يتتهي هذا. انا المسؤول عن عائلتي وعلي ان اعيلهم. لان والدتي مشلولة ولدي اخت صغيرة جدا واخي يعاني من مشاكل نفسية.انا حقا بحاجة ان أكون معهم. القائم باعمالهم الوحيد هو انا. والآن، بسبب قصة سائق القارب هذه، لا اعرف ماذا علي ان افعل.

نحن نطالب ب:-